الحاج أحمد باريكلى: صحراويون من أجل السلام تراهن على حكم ذاتي واسع للصحراويين بدل نفق المنفى والحرب الذي يبقيهم فيه البوليساريو
في مقابلة مطولة نُشرت يوم الأحد في الصحيفة الإسبانية “لا بروفينسيا”، تناول السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام الحاج أحمد باريكلى الآفاق التي تنفتح أمام قضية الصحراء الغربية عقب صدور القرار 2797 الذي إعتمده مجلس الأمن الدولي في 30 أكتوبر الماضي.
وأوضح السكرتير الأول أن “القرار نقل مركز الثقل في النقاش، الذي كان يُنظر إليه حتى الآن كقضية استعمارية، نحو التركيز على ضرورة إيجاد حلٍّ سياسي متوافق عليه بين الأطراف”.
وبشأن المبادرة المغربية لعام 2007، قال الحاج أحمد “إنها تشكل قاعدة للتقدم نحو حل “لا غالب فيه ولا مغلوب”، يقوم على استكشاف العرض المغربي والتوصل إلى اتفاق يمنح الصحراء وضعا خاصا للحكم الذاتي يلبي تطلعات الشعب الصحراوي، وأضاف: “علينا أن نرى مدى الصلاحيات وحدود هذا الحكم الذاتي”، مشيراً إلى أنه “من خلال الحوار والتفاوض يمكن الوصول إلى صيغة حكم ذاتي مقبولة، على غرار النماذج القائمة مثل كردستان العراق أو بلفاست في إيرلندا الشمالية ضمن المملكة المتحدة”، واعتبر أن هذا هو الطريق “للخروج من نفق المنفى والحرب الذي يعيش فيه الصحراويون منذ خمسين عاماً”.
وعن إمكانية قيام حكم ذاتي تحت سيادة المملكة المغربية، أكد أنه “لا توجد بدائل أخرى، لأن الخيار العسكري مستبعد تماما ولا يمكن أن يؤدي إلى أي نتيجة، والعقلانية تقتضي البحث عن حلٍّ سياسي، والظروف مهيأة لتسوية لا غالب فيها ولا مغلوب”.
وأشار السكرتير الأول إلى أن هذه “فرصة كبيرة لا ينبغي إضاعتها، خاصة مع وجود دعم من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وغيرها من القوى المؤثرة، ما قد يفضي إلى حكم ذاتي بسلطات مرضية للصحراويين”، وأعرب عن ثقته في “نضج مؤسسات المملكة المغربية، بحيث إذا تم التوصل إلى اتفاق من هذا النوع، تكون هناك ظروف مناسبة لتطبيقه بالكامل”، مضيفاً أن هذه “فرصة لتأكيد تطور الملكية المغربية نحو ملكية برلمانية حديثة”.
وعن مسألة بقاء جبهة البوليساريو كممثل وحيد في العملية السياسية، قال الحاج أحمد إن حركة صحراويون منأجلالسلام”تطالب المبعوث الشخصي للأمم المتحدة بتوسيع العملية السياسية وجعلها أكثر ديمقراطية، فلا يمكن ترك مصير الصحراويين في يد مجموعة سياسية نشأت في حقبة الحرب الباردة”، مضيفاً أن “إلى جانب صحراويون من أجل السلام يجب أن يشارك وجهاء القبائل وغيرهم من الممثلين”، داعيا إلى “الخروج من فقاعة الماضي والعيش في الحاضر، لأن البوليساريو ما زالت عالقة في الماضي”.
وبشأن إصرار البوليساريو على نهج مختلف، قال أحمد إن “الاستمرار في جرّ شعبنا نحو مسار عسكري بلا أمل في الانتصار مسؤولية سياسية وأخلاقية جسيمة تقع على عاتق قياداته، وعلينا أن نوجّه شعبنا نحو مستقبل أفضل، وهذا ما نقوم به الآن”.
وعن قدرة البوليساريو على تعطيل العملية السياسية، أكد أن “حقّ النقض (الفيتو) ليس بيد البوليساريو، بل كان بيد الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وقد امتنعت اثنتان منها فقط عن التصويت”، مذكّراً بأن “عمليات وتسويات كثيرة مضت قدما دون مشاركة كل الأطراف المتنازعة”.
وفي ختام حديثه، تطرق السكرتير الأول إلى مستقبل العلاقات بين الصحراء الغربية وجزر الكناري وإسبانيا، قائلا إنه يحمل “رؤية متفائلة”، مضيفا أن “الصحراء الغربية بحاجة إلى الكناري وإسبانيا، والكناري ستكون جزءاً من الامتداد الاقتصادي والاجتماعي للصحراء والشعب الصحراوي”، مؤكدا أن “من العبث التفكير في صحراء بلا علاقات جوار مع الكناري أو إسبانيا، فالمغرب وإسبانيا والصحراء محكوم عليهم بالتقارب، والكناري هي الصلة التي تربط إفريقيا بأوروبا، ونحن قادرون على إنشاء محور اقتصادي وتنموي ضخم لا يُقدّر بثمن بين الكناري والصحراء الغربية”.
https://www.laprovincia.es/enfoques/2025/11/08/hach-ahmed-bericalla-sahara-necesita-123512841.html


إرسال التعليق